الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، و بعد :
يا أهل مصر ...لن يعصمكم الحائط
من غضب الله !
أحببتُ منذ صغرى معظم الناس الذين اعرفهم أو حتى أقابلهم فى طريقى , معظم الناس هنا غاية فى البساطة والطيبة ...
أحببتُ تلك الوجوه السمراء الطيبة , التى عجنت بطمى النيل ... ولوحتها الشمس المحرقة ..
أحببتُ كل شيئ ...
حتى تلك السمة التى تميز شعوب البحر المتوسط عامة وشعب مصر خاصة....
وهى كثرة الصخب والشجار التى تدل غالبا على طيبة قلوبهم ...
والمرح والسخرية وإلقاء النكات على كل شيئ أمامهم .....
ورغم الظلم الذى يعيشون فيه ... والفقر الذى يغلف معظم المناطق , إلا ان الدفء كان دائما يشع من الجميع ...
وكثيرا ما ترى اثنين يتشاجران بعنف , وتوقن ان مذبحة ستقع هنا , لكن بعد قليل تجدهما يتحدثان كأن لم يكن , يتشاركان همومهما ومصاريف الاولاد وغلاء الاسعار ....!!!
ومن المعتاد ان ترى اثنين يتحدثان وكأنهم أصدقاء منذ الطفولة , وتعجب عندما تعرف ان هذا هو تعارفهم الاول فى الحافلة ..!!
ولكن .....
منذ فترة , ازداد الجو قتامة وسوادا وظلمة ...
أصبحت ترى الوجوه ساهمة , واجمة ...
الهموم ازدادت لحد عجزو معه ان يبتسمو كالمعتاد ...
واذا كانت هناك بسمة , تكون باهتة , تتوارى سريعا تحت سحب الظلام المنتشر ...
ولكن برزت ابتسامات شريرة وسط الجموع , بعد ان أفسح لها الظلام حرية الانتشار ...
وكشفت عن انيابها هذه النفوس الخبيثة , وعاثت فى الارض فسادا , بعد غياب سيف الاسلام الذى يكون مسلطا على رقابهم دائما ....
ولمحة من الشراسة والخوف والرعب لمعت فى العيون التى غالبا ما تكون ضحية ... وعدم الامن يظلل الجميع ...
الجميع متحفز , ظلمةُ تكسو الوجوه , والقلوب , والعيون...
أوااااه بنى قومى ....
أما زلتم لا تدركون أنه......
.
.
إنه غضب الله
*********
امرأة عجوز بلا معيل أو معين , يعاملونها بصفاقة فى دهاليز الحكومة وهى تحاول الحصول على معاشها القليل , بضعة جنيهات تساعدها على العيش فى ظلمة الحياة ,ويرفضون إعطائها , لأنها ......
لابد ان تأتى بإثبات انها على قيد الحياة وانها لم تمت بعد !!!!
تصرخ وتبكى " ربنا ينتقم منكم , ربنا ينتقم منكم "
ولا مجيب ,
هيهات مهما صرخت وبكت , هذا لا يدل على انها على قيد الحياة ....
, بل لابد ان تأتى بورقة مختوم عليها من فلان وعلان الذين غالبا يحاولون حل الكلمات المتقاطعة فى الجرائد ويهتفون طيلة الوقت " فوت علينا بكرة " وتمريرها لأكثر من موظف مهمته فى الحياة ان يعطل مصالح الخلق ,وهى دائرة كافية جدا لجعلها تفقد حياتها بالفعل ...
وإلا ..فإنها ليست على قيد الحياة !!!
*********
كل يوم تسمع عن اصابات من أجل رغيف الخبز , يخرج الناس من بيوتهم بعد الفجر مباشرة ليستطيعو الحصول على الخبز , وربما تجد بعضهم نائما من الليل أمام المخابز حاجزا لنفسه المكان الاول او العاشر فى طابور الخبز !!
وكل هذا , لا يمنع أن يتساقط بعض الضحايا فى هذه المعركة الطاحنة يوميا ...
دمعة حبيسة فى عين رجل عجوز كان فى بداية الطابور تتقاذفه الاكواع والركلات والقبضات التى لا تدرى من اين تاتىلتلقى به خارج الشارع نفسه باعدا عن المخبز بشارعين , يقول " حسبى الله ونعم الوكيل , الله ينتقم منك يا مبارك "
*********
شاب على وجهه القهر يقول " لقد أصبحت من المتاجرين فى المخدرات بالإكراه "
قبض عليه شرطى يسير فى الليل , واشترط عليه لكى يتركه ان يذهب ويأتى له بالمخدارت من " فلان" .. وان ادّعى الشرف ورفض سيلفق له تهمة ما , ويلقيه داخل السجن مدى الحياة ...
وهذه الحادثة تكررت كثيرا حتى انك لتندهش لو لم تسمع واحدة منها كل اسبوع ولربما غرقت فى تخيلاتك وتخيلت انها ستتكرر كل شهر فقط وان الدنيا مازالت بخير ..!!!
العجيب ان يأتى هذا الشاب ليسئل( شيخا ما )عن ما اذا يجوز له الاتجار فى المخدارت لأنه مُكره ..والاكثر عجبا ان يقول له الشيخ بكل تسامح الدين الاسلامى الذى أصبح يعلق عليه كل الأخطاء والتخاذل لا بأس عليك ولدى الدين دين تسامح
*********
تنتحب امرأة فى حرارة وتهتف بصوت يقطع نياط القلوب
"أى وحشية هذه , كيف يفعلون هذا .. إنه مازال طفلا .. ألا توجد شرطة فى البلد ؟؟ "يقف زوجها ساهما , دموعه متجمدة داخل عينه بذهول ...
فطفلهما ذو الثمانى سنوات اختُطِف , واغتصبوه بوحشية بالغة , وألقوه فى عرض الطريق بعد ان انتهو من فعلتهم القذرة , كان الطفل ينزف بغزارة وقبل ان يصل إلى المشفى كان قد أسلم الروح ...
والجميع مذهول ....
*********
متى تفيقون يا قومى ؟؟؟
أمازلتم لا تعلمون ....
أمازلتم لا تعلمون أن كل هذا غضب من الله ..؟؟!
فئة فاسدة تسلطت عليكم , تقتل من تشاء وتحبس من تشاء , وتترك من تشاء , وفق قانونها الخاص... متى تفيقون بالله عليكم ؟؟
امازلتم تفضلون السلامة ؟؟ أمازلتم تنئون بأنفسكم بعيدا عن المشاكل والخسائر ...؟؟ أمازال الجبن يسيطر على أفعالكم رغم كل هذا البلاء ؟؟ أواااه كيف تحتملون هذا الذل ؟؟
كل منكم يسئل " ماذا بيدنا ان نفعل ؟؟ ما الذى يمكننا فعله "
ما يمكنكم فعله هو بيع انفسكم لله ...
ان تحصلو على حريتكم , على حقوقكم ...
ان تثورو ... وتخلعوا هذه الفئة الظالمة بالقوة ...
يابنى قومى لا تنتظروا من يأتى ليحرركم , انهضو وحررو انفسكم من نير هذه العبودية الجائرة لغير الله ....
" فى اى مرة تستجدى شخصاً آخر كى يحررك .... فلن تتحرر ابداً ان الحرية امر عليك ان تصنعه لنفسك ...ان ثمن الحرية هو الموت "
انهضو ا لهذه التجارة واقبضو الثمن ...
" إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ييقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدًا عليه حقًا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم" (التوبة: 111).
يامن تبتعد عن أحداث امتك لتسلم , ستأتيك المصائب بإقدامها إليك ...
يامن تخشى على فلذة اكبادك من الجهاد ... اطلقهم فقد يكونو سببا فى فوزك فى الدنيا والآخرة ...
يامن تدخرين نقودك لشراء مستلزمات حياتك , اقرضى هذه النقود لله
" من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون "( البقرة : 245).
يا كل من تريد العيش فى استقرار .... لن يكون لك ما أردت بإغفال فريضة كتبها الله عليك ...
والله الذى رفع السماء بلا عمد ان آثرتم السلامة اكثر وابتعدتم عن ساحة الأحداث أكثر خوفا على حياتكم الذليلة هذه سينالكم عقاب أشنع ألف مرة ...
ومازال عقاب الله يأتى وأنتم غافلون , ما الذى سيحرككم ؟؟!!ان كنتم تنتظرون المزيد من عقاب الله فسيأتى لاحقا ...
أما أنتم يامن تتبنون نظرية السير بجانب الحائط والابتعاد عن المقاومة وجملتكم المشهورة التى أصبحت أسمعها فى كل مكان , على كل لسان , حتى قامت بخنقى ...
" خلينا ماشيين جنب الحيط "
يامن ابتعدتم خوفا على حياتكم وممتلكاتكم ....
ورفضتم البيع لله ...
و فضلتم السير بجانب الحائط , حتى لو التصقتم به , فستدهسون تحت عجلات الظلم الذى سلطه الله عليكم بغضب منه , وتسيل دماءكم على هذا الحائط الذى لن يحميكم ولن يعصمكم من عقاب الله وغضبه , كما لم يعصم الجبل ابن سيدنا نوح عليه السلام من الغرق ....
ستفقدون كل شيئ ...
اموالكم وأولادكم وحياتكم ..
وكرامتكم ...
ولكن هذه المرة ...
بلا ثمن ....
.
.
منقول