طريق الايمان
مرحبا بك زائرنا الكريم زيارتك تسرنا وتسجيلك معنا يشجعنا
طريق الايمان
مرحبا بك زائرنا الكريم زيارتك تسرنا وتسجيلك معنا يشجعنا
طريق الايمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 منزلة الزهد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
غريب الشام
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 19
تاريخ التسجيل : 21/04/2008
العمر : 41
الموقع : بلاد المستضعفين

منزلة الزهد Empty
مُساهمةموضوع: منزلة الزهد   منزلة الزهد I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2008 9:23 am

بسم الله الرحمن الرحيم )



ومن منازل ( إياك نعبد وإياك نستعين ) منزلة ( الزهد )
قال الله تعالى : ( ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ ) " سورة النحل " 96 "
وقال تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ) " سورة النساء : 77 "



والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا , والإخبار بخستها وقلتها وانقطاعها , وسرعة فنائها , والترغيب في الآخرة , والإخبار بشرفها ودوامها , فإذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه شاهدا يعين به حقيقة الدنيا والآخرة , ويؤثر منهما ما هو أولى بالإثار .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول : الزهد ترك مالا ينفع في الآخرة , والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة .
وهذه العبارة أحسن ما قيل في الزهد والورع واجمعها .
وقال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا قصر الأمل , ليس بأكل الغليظ , ولا لبس العباء .
وقال الأحنف : الزهد وجود الراحة في الخروج من المِلك .
وقال الجنيد : الزهد خلو القلب عما خلت منه اليد .
وقيل : هو عزوف القلب عن الدنيا بلا تكلف .




** **وقال الأمام أحمد بن حنبل : الزهد على ثلاث أوجه :


1 / ترك الحرام , وهو زهد العوام .
2 / ترك الفضول من الحلال , وهو زهد الخواص .
3 / ترك ما يشغل عن الله , وهو زهد العارفين .
ومن أحسن ما قيل في الزهد : كلام الحسن أو غيره : ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال , ولا إضاعة المال , ولكن أن تكون بما في يد لله أوثق منك بما في يدك , وأن تكون في ثوب المصيبة ـ إذا أصبت بها ـ أرغب منك فيها لولا لم تصبك .
** ** والذي أجمع عليه العارفون : أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا , وأخذه في منازل الآخرة .
ومتعلقة ستة أشياء : لا يستحق العبد إسم الزهد حتى يزهد فيها . وهي ( المال , الصور , الرياسة ـ الناس , النفس , وكل ما دون الله )
وليس المراد رفضها من الملك , فقد كان سليمان وداود ـ عليهما السلام ـ من أزهد أهل زمانهم , ولهم من المال والملك والناس ما لهم , وكان لنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أزهد البشر على الإطلاق.


إن لله عبادا فطنا *** تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا *** إنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا *** صالح الأعمال فيها سفنا



** ** وقد أختلف الناس في الزهد , هل هو ممكن في هذه الأزمنة أم لا ؟؟ !!
فقال أبو حفص : الزهد لا يكون إلا في الحلال . ولا حلال في الدنيا فلا زهد .
وخالفه الناس في هذا .
وقال يوسف بن أسباط : لو بلغني إن رجلا بلغ في الزهد منزلة أبي ذر وأبي الدرداء وسليمان والمقداد , وأشباههم من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ما قلت له زاهد . لأن الزهد لا يكون إلا في الحلال المحض . والحلال المحض لا يوجد في زماننا هذا وأما الحرام : فإن ارتكبته عذبك الله .


** ** ثم إختلف هؤلاء في متعلق الزهد .

فقالت طائفة : الزهد إنما هو في الحلال . لأن ترك الحرام فريضة .
وقالت فرقة : بل الزهد لا يكون إلا في الحرام . وأما حلال فنعمة من الله على عباده , والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده . فشكره على نعمه , والاستعانة بها على طاعته , واتخاذها طريقا إلى جنته , أفضل من الزهد فيها , والتخلي عنها , ومجانبة أسبابها .
والتحقيق : أنها إن شغلته عن الله , فالزهد فيها أفضل , وإن لم تشغله عن الله , بل كان شاكرا لله فيها , فحاله أفضل . والزهد فيها تجريد القلب عن التعلق بها , والطمأنينة إليها . والله أعلم .



** ** والزهد على ثلاث درجات :
1 / الزهد في الشبهة : فهو ترك ما يشتبه على العبد : هل هو حلال , أو حرام ؟؟
كما في حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم قال : ( الحلال بين . والحرام بين . وبين ذلك أمور متشبهات . لا يعلمهنَّ كثير من الناس . فمن اتقى الشبهات اتق الحرام , ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , كالراعي يرعى حول الحمى . يوشك أن يرتع فيه . ألا ولكل ملك حمى . ألا وإن حمى الله محارمه . ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد . وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد . ألا وهي القلب )
فالشبهات برزخ بين الحلال والحرام , وقد جعل الله بين كل متباينين برزخ , كما جعل الموت وما بعده برزخا بين الدنيا والآخرة . وجعل المعاصي برزخا بين الإيمان والكفر . وجعل الأعراف برزخا بين الجنة والنار .
وكما قيل : قيل لبعضهم ما الذي زهدك في الدنيا ؟؟ !!
قال : قلت وفائها , وكثرة جفائها , وخسة شركائها .
إذا لم أترك الماء إتقاء *** تركت لكثرة الشركاء فيه
إذا وقع الذباب على الطعام *** رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الأسود ورود ماء *** إذا كان الكلاب يلغن فيه



2 / الزهد في الفضول : وهو ما زاد على الُمسْكة والبلاغ من القوت , باغتنام التفرغ إلى عمارة الوقت . وحَسْم الجأش , والتحلي بحلية الأنبياء والصديقين .
الفضول / ما يفضل على قدر الحاجة .
الُمسْكة / ما يمسك النفس عن القوت والشراب .
البلاغ / هو البلغه من ذلك الذي يتبلغ به المسافر في منازل السفر فيزهد فيما وراء ذلك اغتناما لتفرغه لعمارة وقته .
عمارة الوقت / الانشغال في جميع أنائه بما يقرب إلى الله , أو يعين على ذلك من مآكل أو مشرب وغيرها .
حسم الجأش / فهو قطع اضطراب القلب المتعلق بأسباب الدنيا , رغبة ورهبة وحبا وبغضا وسعيا .
التحلي بحلية الأنبياء والصديقين / فإنهم أهل الزهد حقا .



3 / الزهد في الزهد : وهو بثلاثة أشياء :
ـ استحقار ما زهدت فيه , واستواء الحالات فيه عندك , والذهاب عن شهود الاكتساب , ناظرا إلى وادي الحقائق .
المعنى / وهو أن يشاهد تفرد الله عز وجل بالعطاء والمنع , فلا يرى إنه ترك شيئا ولا أخذ شيئا , بل الله وحده هو المعطي المانع , فما أخذه فهو مجرى لعطاء الله إياه , كمجرى الماء في النهر , وما تركه لله , فالله هو الذي منعه منه , فيذهب بمشاهدة الفعال وحده عن شهود كسبه وتركه , فإذا نظر إلى الأشياء بعين الجمع , وسلك في وادي الحقيقة , غاب عن شهود اكتسابه .
إذا زهدتني في الهوى خشية الردى *** جلت لي عن وجه يزهد في الزهد






المرجع / مدارج السالكين بين منازل " إياك نعبد وإياك نستعين "
تحقيق / محمد المعتصم بالله البغدادي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.al-ekhlaas.net
 
منزلة الزهد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
طريق الايمان :: المنتديات الدينية :: المنتدى الإسلامى-
انتقل الى: